عائشة القحطاني (31 عاما)، هي إجابات اليوم عن أسئلة الغد.. تقف وسط قرية رالي داكار 2020، وفي مرحلة السابق الخامسة في مدينة حائل وسط الميدان الرئيسي للقرية المجاورة لمطار حائل الدولي التي تبعد عنه 1600 متر.
تُوجِّه هنا وهناك، تنطلق بسرعة للمخيمات المخصصة للجان الرالي وغرف العمليات، تعود وتدخل صالات الطعام، تتوقف وتطلب من الشباب السعودي الذي يقوم بإعداد القهوة تذوقها قبل صبها للضيوف القادمين للقرية من لجان الاتحاد الدولي لرياضة السيارات والدراجات النارية وكذلك من المتسابقين الدوليين.
كاميرا «عكاظ» رصدت التحركات السريعة لعائشة في فرض نظافة البيئة داخل قرية الرالي، أساساً لصحة المتسابقين والضيوف وحمايتهم، وإلزام العاملين معها بالنظافة.
وبين 3400 إعلامي وإعلامية من مختلف دول العالم يواكبون فعاليات رالي داكار، يمثلون 108 وسائل إعلامية من 35 دولة، إضافة إلى المتسابقين الذين يتجاوز عددهم 500 متسابق، عطفا على أكثر من 2000 من الفرق المساندة لهم، تفرض عائشة القحطاني نظافة وتأهيل وتطوير جميع مرافق قرية الرالي وتساند خدماتها.
أثناء وجودي، استوقفني عامل آسيوي يحمل كيس نظافة ويستمع لتوجيهاتها، وعندما انتهى حديثه معها قلت له: من هذه؟ فقال بعربية مكسرة: «مدير المكان».
توقفت للحظات أمام تفانيها، وطموحها المتجسد على أرض الواقع، استوقفتها وعرفتها بنفسي، فرحبت وقالت: «أنا مديرة النظافة العامة لكامل المواقع، ومعي فريق عمل متكامل من سعوديات وسعوديين، وكذلك من جنسيات عربية وآسيوية، أدير نظافة وجماليات المكان لقرية الرالي الدولية للمرحلة الخامسة من رالي داكار في منطقة حائل».
وأضافت: «أنا جامعية وخريجة تخصص رياض الأطفال، ولم أجد وظيفة مناسبة لتخصصي»، موضحة أنها لأول مرة تبوح للصحافة، مثنية على «عكاظ» لمنحها فرصة الحديث وسرد قصتها.
أضافت في تعريفنا بنفسها: «اسمي عائشة القحطاني، أعمل مديرة النظافة في موسم حائل، وأدير نظافة 3 مواقع كبيرة في الموسم من القشلة الذي يستوعب يوميا أكثر من خمسة آلاف زائر نحو نبض حائل الذي يستوعب أضعافه، نحو مشار في منطقة جبال أجا، وجميعها تحت إدارتي»، مؤكدة: «أنا فخورة بعملي، وهو نتاج ثقة أهلي وأوكل لي المهمة».
تضيف: «كلفت بإدارة نظافة القرية الرالية لرالي داكار وتحسين النظافة العامة للمكان، خصوصا مع تزايد أعداد المتوافدين إلى حائل خلال 24 ساعة، تسلمت المكان منذ البداية وقدمت عملا يعكس تعاليم ديننا الإسلامي وحضارتنا في النظافة والنظام العام».
تستطرد: «أنا أول سعودية أكون جزءاً من رالي داكار الدولي الأول الذي يقام في السعودية وكنت جزءا تنفيذيا في مرحلته الخامسة، وهذا مصدر فخري وسعادتي»، مضيفة: «لم يعد الإبداع والتألق في التنظيم الرياضي حكرا على الرجال بل باتت للمرأة السعودية مكانة متقدمة حتى أصبحت تحقق رضا الإدارات العليا. أحب عملي جداً خصوصا في النظافة، وأشرف بنفسي على أدق التفاصيل، وهذا ما جعلني أفكر يوماً من الأيام في تأسيس شركة نظافة تدير أكبر فعاليات الوطن وتنافس عالمياً.. فهي أمنيتي».
وتمضي في حديثها: «أمي لها الفضل بعد الله في زراعة الثقة بداخلي للعمل والتمسك به والانطلاق من خلاله نحو آفاق واسعة».